وقفات مع الزواج الثاني!!

يكثر الحديث بين الآونة والأخرى عن الزواج الثاني، والعنوسة، ، فهذه تشكو أن زوجها تزوج عليها رغم قيامها بحقه على أكمل وجه، فترد عليها أخرى بأن تصبر وتحتسب، وتضرب لها مثلا بأنها الزوجة الثانية ومع ذلك لاترى هذا الاختلاف بينها وبين المرأة الأولى. وهذا يدلي برأيه في مشكلة العنوسة ويرى أن سببها هو انفراد كل زوج بزوجة واحدة، وآخر يرى السبب في اختيار زوجة أجنبية.. وهكذا.. ولأني امرأة فلن أحكم على جميع النساء بأنهن لايرغبن في الزواج الثاني لأنهن معترضات على شرع الله.. لكن سأعطي وقفات لكل من المرأة والرجل لنرى ماهو سبب العنوسة.. وماهو سبب كره المرأة الأولى للزوجة الثانية؟ أو كره العوانس للزواج من رجل متزوج؟!! 1- تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها، وكانت على رجاحة عقلها، ورزانتها، وإنجابها للأطفال خير عضد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فآزرته وناصرته، ووقفت إلى جانبه.. فكانت هي الزوجة الأولى ولم يتزوج عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياتها.. وهذا ليضرب لأمته مثلا بأن التعدد من شرع الإسلام، والاكتفاء بواحدة أيضا، ولكن في زماننا.. لو أن امرأة ناجحة في حياتها، ناجحة في دعوتها، ناجحة في بيتها، دفعت زوجها للأمام وساندته حتى أخذ أعلى المراتب، وصار ممن ينطبق عليهم القول: (وراء كل عظيم امرأة)، أتراه سيكتفي بها؟! كلا.. الجميع إلا من رحم الله لايفكر بعد هذا النجاح إلا في التعدد.. وقد يكون محقا في ذلك.. فقد كبرت امرأته واحتاج إلى رعاية أخرى غير تلك المرأة التي وقفت إلى جانبه طوال السنين.. ولنفترض أنه تزوج.. فهل سيتزوج امرأة في مثل سن زوجته الأولى؟ وهل سيأخذها عانسا ليحل مشكلة العنوسة، أم مطلقة أم أرملة ليستر عليها؟ كلا.. سيبحث عن أصغر فتاة تناسبه ليقترن بها.. وهذا هو الواقع. 2- مشكلة العنوسة.. أهون بكثير من رجال يريدون حل هذه المشكلة بزواجهم من عانسات ثم يطلقونهن بعد أن خلفوا وراءهن طفلين أو أكثر.. لتأخذ معها أطفالها وتسعى وتكسب الرزق لهم، أو أن يتركها مطلقة بلا أطفال ولامال لتعود إلى أهلها لترى أنها أتعس إنسانة في هذا الوجود. 3- مامن امرأة تكره الزواج الثاني (هكذا لمجرد اسمه).. بل لأنه يدخل إلى مسامعها كل يوم عشرات القصص التي تحكي لها الآلام والتعاسة التي حصلت بعد الزواج الثاني للزوج. ولو أن رجال هذا الزمن كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي تزوج وعدد وعدل بين زوجاته لما كانت هناك مشكلة، لكن كثيرا من معددي اليوم يعقد المقارنات، ويفضل إحدى زوجاته على الأخرى مايجعل نساء هذا الزمان معترضات. لقد أباح الشرع للرجال التعدد، فانظروا إلى حال سلفنا الصالح، لايجد أحدهم وقتا لكي يجلس مع امرأته.. حياتهم جهاد وطلب للعلم والرزق.. أما حال زماننا فالرجل لعله يقابل امرأته طوال النهار إن كانت أحواله المادية جيدة... فينظر في عيوب كلامها.. وطبخها.. وبيتها.. وملبسها.. وشكلها.. فتتاح له فرصة أكبر ليدقق في هذه الأمور.. مما يصنع في نفسه جوا من الملل والسآمة ونوعا من الكراهية لهذه المرأة. 4- المرأة الثانية في زماننا تريد أن تكون هي الزوجة الأولى.. فلربما طالبت زوجها بطلاق المرأة الأولى وماتزال به حتى يطلق أم أولاده ليخلو لها البيت. 5- قد تكون الزوجة الثانية لها حجة ألحن من الأولى، فيحقق لها زوجها كل ماتطلبه، وقد تكون المرأة الأولى صامتة تحب مصلحة زوجها ولاتريد إرهاقه بأي طلب كان فيضيع بذلك حقها. 6- مقالي هذا ليس اعتراضا على الزواج الثاني.. ولكنه دعوة للرجال كي يتقوا الله في زوجاتهم إن كن محسنات إليهم، وإذا أراد أن يتزوج فليبين لها مكانتها وقدرها في نفسه وأنه يريد أن يتزوج تطبيقا للسنة لا أن يجرحها ويهينها كلما تصرفت تصرفا قال لها: متى أتزوج عليك وأرتاح منك وكأنه أسلوب تهديد منفر. آمل أن يعي ذلك الأزواج.