ما ذا عن أسباب ضرب الزوجات؟!
من الطبيعي أن تشوب الحياة الزوجية بعض الخلافات والاختلافات البسيطة، هذه ما تسمى بملح الحياة، ولكن إذا زاد عن ذلك قد ينعكس إلى توتر وقلق على أفراد الأسرة، وقد تصل هذه الخلافات إلى أشكال مختلفة مثل التراشق بالألفاظ والتحدي... وليس طبيعيا ولا مقبولا أن تصل إلى الاعتداء بالضرب، ويتحول الزوجان إلى مصارعين في حلبة جمهورها الأبناء. وفي هذا المنطلق تنهار الأسس السامية والمفاهيم القيمة وتنقلب حياة الأسرة رأسا على عقب لأن حياة العنف مرفوضة أساسا في حياة البشر بين إنسان وإنسان ونحن نعيش على مسرح الحياة وليس في غابة لا يسكنها البشر. الحياة الزوجية هي شركة بين اثنين، وهذه الشركة تقوم على المودة والرحمة كما قال تعالى: وجعل بينكم مودة ورحمة. فإن العلاقة الزوجية هي علاقة حب وتفاهم تترتب عليها حقوق وواجبات، وكما قلت سابقا قد تشوبها بعض الخلافات مثلها مثل أي علاقة إنسانية. لقد سمى الله سبحانه وتعالى العلاقة الزوجية ميثاقا وهو ما تحلم به كل فتاة، فيحوله بعض الرجال المرضى إلى قيود حديدية، ويتحول الرجل من شريك رحيم إلى جلاد يمسك باليمنى السوط وباليسرى العصا ليضرب ضربا مبرحا موجعا.. إنها قضية مؤسفة تدمي الروح والفؤاد. أما عن الأسباب فقد تكون: ـ بسبب فعل استفزازي من قبل الزوجة باستخدام كلمات مؤلمة سيئة تثير غضبه. ـ بسبب الفوارق الاجتماعية والثقافية، وكذلك فارق السن بين الرجل والمرأة. ـ بسبب تعرض الرجل لإحباطات شديدة خارج البيت أو شعورة بالنقص فيفرغ تلك الإحباطات عن طريق العنف والضرب وكأنه يثبت لنفسه أنه الأقوى، أو قد يكون تربى في أسرة تحب السيطرة والقسوة والضرب فيقلد هذا الأسلوب السيئ. قد يقلد والده عندما كان صغيرا فقد شاهده وهو يضرب أمه فيكون الضرب سلوكا ورثه عن والده. ـ بسبب الشك والغيرة والسلوك غير السوي والاضطراب النفسي والعقد النفسية منذ الطفولة وسيطرة الأهل عليه، كل ذلك ينعكس على زوجته فيحاول أن يظهر لأهله بأنه ذو شخصية قوية أمام أهله فيستخدم الضرب. ـ بسبب المفهوم الخطأ لاستخدام القوامة، حيث يفسر بعضهم القوامة على أنها السلطة والقسوة والضرب، فيعتبر ذلك من حقوقه الشرعية. إن الدين الإسلامي يهتم بحقوق المرأة، وقد وصى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو خير البشر، بأن تعامل المرأة معاملة حسنة خياركم خيركم لأهله، وأن يخاف الله في معاملتها، ويكفي وصيته عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع حيث أوصى بالنساء خيرا. وهنا أقول لابد من العلاج النفسي والتقويم الاجتماعي داخل الأسرة، فلا بد من تقديم التوجيه والإرشاد السلوكي للزوجين، وأيضا على مستوى المجتمع لابد أن يكون هناك تثقيف ديني واجتماعي للشباب لكي يعرفوا معنى القوامة، وأن يدركوا أن الأسلوب الأمثل للتعامل مع المرأة بصفة عامة يكون على نهج كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام حيث قال تعالى ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. ولسنا بصدد حصر الأسباب أو عدها، ولكن نريد توضيح ما ينبغي توضيحه لعل ذلك يفيد في تعديل السلوك. ?اختصاصية خدمة اجتماعية