دموع على جسر الرصافة
عرفنا مايراد ومانريد فما يخفى القديم ولا الجديد عرفنا أن في بغداد جرحا يعيش على تدفقه الحقود سألت عن الرصافة: لا أراها؟ أجاب الجسر: أنهكها الحديد فشاعرها تعثر بالضحايا يجر القيد، يسحبه العبيد قصيدته بلا وزن تغنى أضاعوا بحرها فبكى النشيد وروعت المها فبكت عيون وشردت المها وبغى الجنود ودجلة جففته يد المآسي تشقق، والوعود هي الوعود أتى مستنجدا عربا نشامى أجاب الغرب: عندي ماتريد حصار يجعل الأشباح تشكو تبيد الجن، نسلكم يبيد نصب عليكم السجيل صبا ومن صمت العروبة نستزيد أيا جسر الرصافة كيف يرضى فرات الخير أن تطغى القيود؟ أسود الكوفة اغتيلت نهارا ونصبت الثعالب والقرود فرات الخير لو كنا بلينا بحجاج؛ لما طغت اليهود ولكنا بلينا بالأفاعي سقين من الصليب؛ فهن سود فرات الخير لا نامت عيون تخاف إذا تجهمها الوعيد فرات الخير لاصوت فندعو ولاساع فيسعفنا البريد ولا غيم؛ نقول له بعزم تنقل؛ مثل ماقال الرشيد فرات الخير للحرمين قلب رحيم، خلفه رأي سديد فلا ترضى الجزيرة قتل طفل ولو سيقت لنجدته الحشود ودجلة ماؤه دمنا ولكن على بغداد قد ضرب العنيد شقي القوم أرهقنا خداعا وويحي لو يقال له: شهيد فرات الخير هذا الغرب يبني ونحن على مراثينا قعود فأحزاب تهدد من بعيد وأقزام يطيب لها القصيد وبغداد السليبة في ذهول مقيدة تقول: متى أعود؟ تقول متى؟ وآلاف الضحايا من الأطفال ليس لهم لحود أيا بغداد ها قد مر عقد بشاعته تحار لها العقود عجاف هذه السنوات لكن قريبا سوف تطربنا الرعود وتنفتح السماء فليت شعري إلى من سوف تلتجئ السدود!؟