ليتها خلعتني.. ولم تخلعني!
لو سألني الآن ذلك المذيع في إذاعة الرياض السؤال نفسه الذي سألنيه قبل 23 سنة عن أحب هواياتي إلى نفسي، لاختلفت إجابتي. كانت هوايتي التي أعشقها وأمارسها بمتعة هي الطبخ.. أتفنن فيه من أكلة لأخرى حتى شهد لي كل من تذوق طبخي من أصدقائي بالبراعة في فن الطبخ! كنت عزبا عندما سألني المذيع في أول شهر رمضان يمر بي وأنا في المملكة عن المائدة السودانية في إفطار رمضان، فدعوته للإفطار معي في البيت حتى يكون الرد بأسلوب (البيان بالعمل)! وفي المساء نفسه أذاع في برنامجه ما حدثته به، وختمت بأنني لو لم أكن صحفيا لكنت طباخا! ولكن لكل أجل كتاب! وما أحزنني منذ أن تزوجت (أم أحمد) التي أسعدتني في حياتي إلا في هذه التي اغتالتها، وخلعتني منها.. هواية الطبخ.. خلعتني أم أحمد من هواية الطبخ، فكانت أول امرأة مصرية تمارس الخلع خصما وحكما حتى قبل صدور قانون الأحوال الشخصية في مصر قبل عامين، وهو الذي أقر حق الزوجة في خلع زوجها من حياتها وليس خلعه من هوايته، حتى لو كانت هذه الهواية إجادته فن الطبخ، وهو ما تعتبره الزوجات من حقوقهن الزوجية تسلطا وافتراء أو خبثا ودهاء، حين تتمسكن لتتعلم من زوج مثلي له من اسمه مسمى، فتتمكن من كل فنون الطبخ التي برع فيها، ثم تخلعه خلعا قاسيا يجرده مع مرور الوقت من كل هواية ليس لها فيها يد أو رغبة.. فيتحول في النهاية إلى بطن.. وجيب! جيب ينفق.. وبطن يأكل والحلى أو المهلبية ذلك كله يصبح مجرد كلمات مثل عملت لك مصقعة أو ملوخية أو كفتة تأكل أصابعك معها!! ليتها خلعتني منها.. فهذا أهون لأنه يمكن أن يحدث فيه رد.. ولم تخلعني من هوايتي التي ليس بعد نسيانها عودة لها مع وجودها! وعزائي الوحيد الآن هو في إغاظتي لأم أحمد حين تقول لي (كل بامية وادعيلي)!! فأستفزها بقولي لم تجيدي طبخها بالفسيخ كما علمتك!! وهنا تحدق في غاضبة، فأشعر أنني انتقمت لهوايتي شر انتقام!!