النمو الإيجابي واقع
معالي وزير المالية الأستاذ محمد الجدعان، تحدث سابقاً عن الاقتصاد السعودي، وأزمة كورونا التي كان تأثيرها واضحاً وكبيراً على كل اقتصادات العالم برمته، ولكن معالي الوزير أكد بأحاديث عديدة أن المملكة لن تواجه نفس مصاعب الدول الأخرى الأكثر تضرراً، فالمملكة تملك مراكز وقوة مالية كبرى، وهذا واقع أثبتته أزمة كورونا، وأكد حديث معالي الوزير أيضاً أن المملكة الأقل ضرراً، بعكس قراءة ما قاله صندوق النقد الدولي، الذي جانب الواقع والحقيقة كثيراً عن المملكة، حتى إنه في آخر نشرات الصندوق عدّل من الأثر على الاقتصاد السعودي، وأنه سيكون إيجابياً، حتى إن نشرة نشرها الصندوق توقع النمو للعام 2021 أن يصل بالمملكة إلى 3.1 %، والمتوقع - بإذن الله - أن يكون بهذه المستويات وأعلى من ذلك خلال المرحلة المقبلة، رغم المصاعب الكبيرة التي واجهتها المملكة بسبب انخفاض أسعار النفط الحاد خلال النصف الأول من العام 2020 وأزمة كورونا، ولكن سرعان ما تجاوزتها المملكة بتحقيق النمو خلال الربع الثالث والمتوقع أيضاً خلال الربع الرابع مع توقعات كبيرة وإيجابية للعام 2021.
العالم سيكون شيئاً آخر مختلفاً في 2021، والتقديرات كلها تقريباً إيجابية للنمو الاقتصادي، وهذا يعني "فرضياً" تجاوز أزمة "كورونا"، وأنها أصبحت من الماضي، إما بلقاح يبدأ نشره أو تعايش وتحرزات تطبق، ووفق جدول صندوق النقد الدولي، يضع إيجابية اقتصادية لمعظم دول العالم، خاصة الصين والهند وأوروبا بمستويات نمو عالية، ونجد في الشرق الأوسط المملكة تتصدر أفضل الدول تعافياً والأقل تضرراً - ولله الحمد -، حيث وضعت احترازات للأزمات، ولم تؤثر على مشروعاتها أو أعمالها أو إنفاقها، بل ضخت ما يقارب 300 مليار في الاقتصاد خلال أزمة كورونا، ودعمت سلامة المواطن والمقيم، والقطاع الخاص والأعمال واستمرار المشروعات، والأهداف المخطط لها، هذا ما وضع المملكة في أعلى معايير التفوق في الخروج من الأزمة بأقل الأضرار، وهذا ما نراه واقعاً بعودة نمو العمل والإنفاق والاستهلاك في اقتصاد المملكة، والمستقبل يحمل الكثير من التفاؤل والنمو المتوقع - إن شاء الله - خلال السنوات المقبلة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، عراب رؤية المملكة التي ستنقلها لمرحلة جديدة لمواجهة تحديات المستقبل والقدرة على تحقيق النمو الاقتصادي والمستدام، وهذا ما نشهده كواقع من منجزات وأعمال تتحقق، ولله الحمد.
بقلم / راشد بن محمد الفوزان - الرياض