عينوا المعلم وساندوا وزارة التعليم
منذ أن وفدت جائحة كورونا والعالم كله يختبر أدواته ومناهجه وسياساته في كل اتجاه، وبفضل الله كانت بلادنا أنموذجا في كفاءة الإدارة وحسن التعامل مع الأزمة في مختلف أبعادها. وبما أن هذه مرحلة استثنائيّة في كل شيء فإن من أوجب الواجبات في الأزمات أن نتعاون جميعا لدعم كل ذي جهد وكل مؤسسة تخدم المجتمع وتبذل أقصى طاقاتها لإيصال خدماتها إلى المستفيدين بكل يسر وسهولة.
وحيث إن أبناءنا وبناتنا وعمليّة التعليم في مجملها تعتبر أهم أركان المستقبل فلا مجال هنا إلا أن نكون صفا واحدا خلف وإلى جانب المعلمين والمعلمات وهم يسابقون الزمن لتنفيذ أكبر عمليّة تحوّل تقني في تاريخ التعليم والوطن، ليس سهلا أن تزدحم الشاشات والميكروفونات بوجوه وأصوات 6 ملايين طالب وطالبة في وقت واحد وهم يتدافعون عبر منصة واحدة.
رأيت في جولة استطلاعيّة مع وزير التعليم ونائبه وأركان الوزارة ما يثلج الصدر، ومع هذا قررت أن انتظر التطبيق وأرصد الممارسات. وبعد أن رأيت الحد المعقول من كفاءة وانسيابيّة العمليّة التعليميّة الإلكترونيّة فقد وجبت أمانة الكلمة أن أقول بكل ثقة إن علينا نحن المواطنين أن نعين المعلمين ونساند وزارة التعليم. وسبب ذلك أن وزارة التعليم اليوم في تحدٍ كبير مع الحاضر (التقني) ومستقبل (الأجيال الجديدة).
وبطبيعة الحال لا يعني الدعم والمساندة عدم الحاجة إلى النقد وتقديم الاستشارة والتوصية والتبصير بمواطن الخلل فهذا هو واجب المواطن وحق الوطن في كل مجال. ولكن لا ننسى أن استقبال قرابة 6 ملايين عنصر بشري عبر المنصات الإلكترونيّة ومن ثم الشروع في وقت يسير في إدارة أكبر عمليّة إدارة تعليميّة عبر مساحات جغرافيّة واسعة في هذا الوطن الكبير هو التحدي الذي استطاعت وزارة التعليم بكوادرها في كل شبر من أراضي المملكة أن تواجهه وتتعلم منه وتطوّر نفسها كل يوم.
إن التطوير المستمر لمنصة "مدرستي" كنظام تقني جديد ومتطور "مكّن وزارة التعليم خلال فترة وجيزة أن تنقل ستة ملايين طالب وطالبة و525 ألفاً من شاغلي الوظائف التعليميّة؛ فضلاً عن أولياء الأمور إلى منصة واحدة". وفي خضم هذا التحوّل نذكّر الوزارة ونذكّر أنفسنا بأهميّة بحث رفع نسبة استفادة غير القادرين على الوصول لهذه التقنيات خاصة في المناطق التي تعاني من تدنٍ بخدمات الاتصالات والإنترنت أو أولئك الذين لا تسمح لهم ظروفهم الاقتصاديّة والثقافيّة باللحاق بالركب الإلكتروني.
قال ومضى: قم للمعلم تبنِ همّة وجيلا..
بقلم/ د. فايز الشهري -الرياض